الأربعاء، 22 يناير 2014

الطاقة .. و المستقبل

                                                                بسم الله الرجمن الرحيم

قطاع الطاقة من القطاعات التى تحتاج منا الى وقفة للتأمل و الدراسة المستفيضة نظرا لما يعانيه من سوء كبير فى الادارة و اتخاذ القرار و التعامل الحرفي مع الموقف بمراعاة جيدة للمستقبل ..

سوف اقوم بعرض المشاكل .. و الكوارث .. و حلول مقترحة

اولا . المشاكل
1- المشكلة الاولى حجما و خطرا .. " ديون قطاع الكهرباء " حيث يبلغ  إجمالى ديون الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركاتها التابعة من قروض طويلة الأجل، من مؤسسة التمويل الدولية للخدمات الاستشارية والقروض المحلية .. 120 مليار جنيه !!
الكارثة فى هذه المشكلة انها تتفاقم نتيجة شراء الوقود بالأجل لتوفيره لمحطات التوليد ..
لم يتم دعم القطاع من الحكومة بالشكل الامثل كما سنوضح لاحقا .. حيث تم دعم القطاع طبقا لتصريحات 
ناجى الأشقر رئيس الإدارة المركزية لشئون المكتب الفني لوزير المالية أن الخزانة العامة للدولة تحملت 24.9 مليار جنيه مصروفات دعم الطاقة خلال النصف الأول من العام المالي الحالي 2013/ 2014 .... رقم ضخم لم يتم توجيهه لمكانه الامثل و كل ما يفكرون فيه للمعالجة هو ترشيد الاستهلاك !!!


2- المشكلة الثانية هى الدين الخارجى للقطاع حيث يبلغ حجم ديون شركات البترول الأجنبية في مصر نحو 9.2 مليار دولار مستحقات نتيجة توريدها الغاز والبترول لمصر!!! ... و نتيجة لنفس السبب المذكور ; فى اواخر اكتوبر المنصرم هددت أهم الشركات العالمية التي تعمل في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج في مصر هددت بالانسحاب مثل شركة "أباتشى" الأمريكية، التي باعت 33% من حصتها إلى مجموعة "سينوبك" الصينية مقابل 3.1 مليارات دولار، وأيضًا شركة "فيجاس" اليونانية التي باعت حصتها في الحقول المصرية إلى شركة "زين هاو" مقابل 800 مليون دولار، بالإضافة إلى تهديد بعض الشركات العالمية بالانسحاب من الحقول التابعة لها في مصر، ومنها شركات "بريتش جاز" البريطانية، و"شل" و"توتال"

3- المشكلة الثالثة ترتيبا هى عدم الاستفادة المثلى من المنح النفطية والتي قدمتها عدد من الدول العربية لمصر مع الاخذ فى الاعتبار ان  دعم الطاقة البالغ 99.6 مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي 2013/2014، يتضمن 13.3 مليار جنيه دعما للكهرباء عن فروق أسعار المواد البترولية وذلك كان يجب ان يكون بتوفير الدعم الحكومى الذى كان يتوجب انفاقه لنفس الامر و توجيهه لمشروعات محطات توليد قدرة نظيفة كما سنوضح لاحقا ,,
ثانيا . الكوارث

1- الكارثة التى لا يعلمها الا المتخصصين بالمجال و حدثت وقت حكم الجاسوس لمصر حيث ان 
سبب تفاقم ازمة الكهرباء وقتها هو أنه يتم تشغيل محطات إنتاج الكهرباء بالوقود البترولي السائل الثقيل (المازوت) ، وذلك في جميع شركات إنتاج الكهرباء على مستوى الجمهورية، علما أن هذه المحطات مصممة في الأصل للعمل بالغاز الطبيعي او السولار .. هذا المازوت الذي يستخدم فقط كوقود احتياطي في حالة الطوارئ (أي في حالة حدوث طارئ يعوق وصول حصة الغاز الطبيعي للمحطة) غير أنه على أية حال من الحالات لا يستخدم لأكثر من سبعة أيام (أي يستخدم لأقل من 20%) من وقت التشغيل السنوي ، أي بما يعادل (170 ساعة/ السنة) بشرط أن تكون نسبة الكبريت الموجودة في المازوت لا تتجاوز 1.9%حجماً و هذه الامور تجاهلتها حكومة الابله هشام قنديل ( عن قصد ) نتيجة ارسال كميات وقود خرافية لأحبائهم فى غزة .. من اموال الشعب المصري !

نجم عن هذا أضرار بالغة فى محطات الكهرباء ومن هذه الأضرار تآكل أجزاء من الغلايات الحرارية والتي تكلف الدولة مليارات الجنيهات، وذلك بسبب وجود عنصر الكبريت في المازوت وتكوين أبخرة كبريتية وانسداد المسارات الداخلية نتيجة تراكم المواد الصلبة الموجودة في المازوت، وزيادة نسبة التلوث الموجودة في غازات الحريق المنبعثة من مداخن المحطات, وارتفاع تكاليف الصيانة نتيجة تآكل أجزاء الغلايات الحرارية بشكل سريع ومستمر ، كما قدرت الخسارة التي تقع على المحطات بمليارات الجنيهات نتيجة عدم استقرار الوحدات وخروج هذه الوحدات للصيانة باستمرار، ومن تلك الأضرار أيضا تكلفة الطاقة المستهلكة في عملية تجهيز المازوت لإتمام عملية الحريق من تسخين وطلمبات ضخ وقطع غيار وخلافه حيث تم استهلاك ما يزيد عن ال 30 ألف طن مازوت ..
لم يلحظ اى منكم ما حدث وقتها من انفجار بمحطات كهرباء اسيوط و التبين و طلخا .... نجمت عن نفس السبب المذكور أعلاه .

( كما لحقت خسائر بشركة مصر للالومنيوم بنجع حمادى جاوزت 71 مليون جنيه طبقا لما نشر يوم 23 فبراير الماضي )

2- وجود عيوب تصميمية فى بعض المحطات تحتاج لصيانة و تطوير .. ( لن نستفيض فى هذا الامر رغم توافر المستندات .. و هى متاحة على الانترنت لمن يبحث )

الحلول المقترحة

1- توجيه دعم مباشر لإنشاء مزارع طاقة رياح فى النطاق الشمالى الغربى لمصر مع توافر امكانية هذا من غرب الاسكندرية و حتى السلوم .. او انشاء هذه المزارع على ساحل البحر الاحمر
من اسباب اختيارها عدم احتياجها لتكلفة عالية و لا زمن انشاء كبير نسبيا بالمقارنة بالمحطات البخارية و التى يستغرق انشائها حوالي الخمس سنوات .. و الاهم من كل شئ هو انها طاقة نظيفة متجددة لا تحتاج إلا الى تكلفة صيانة دورية ( مع الاخذ فى الاعتبار انها ليست مكلفة للدولة مثل تكاليف صيانة المحطات البخارية من غلايات و خزانات و توربينات و مداخن و خلافه ..

2- توجيه دعم مباشر لإنشاء حقول خلايا شمسية و الاستفادة المثلى من الاشعة الشمسية المسلطة ليل نهار على الصحاري المصرية
و الاستفادة بالطبع من الخبرة الالمانية فى ذات المجال

3- الاتجاه لمصادر طاقات جديدة تم استخدامها دوليا بنسب نجاح فائقة مثل تحقيق الاستفادة القصوي من غاز الهيدروجين سواء بإنتاجه من فصل مياه البحر المفصول منها الاملاح او بإنتاجه صناعيا .. حيث تزيد حرارة احتراقه عن الغاز الطبيعي و الوقود الاحفورى بمراحل و هو ما يزيد من الكفاءة مع الاخذ فى الاعتبار زيادة سماكة غرف احتراق محركات هذا الخليط من هيدروجين و اكسجين بنسبة ما عن الوقود الحفرى المعتاد



4- الاتجاه بكل قوة لاستخدام الخلايا الهيدروجينية بداية بوسائل النقل العام جميعها .. و الاستفادة من الخبرات الصينية و اليابانية فى نفس المجال

سوف يأتى وقت ما سنكون بنقطة اللاعودة .. نظراً للآثار الكارثية التى تحدق بنا نتاجاً عن ظاهرة الاحتباس الحرارى الناجم عن التلوث بأنواعه ..


المصادر :


http://gate.ahram.org.eg/News/444371.aspx
http://www.masrawy.com/news/egypt/economy/2014/january/20/5809391.aspx?ref=extraImgclip
http://www.elwatannews.com/news/details/385407
http://www.vetogate.com/652510
http://elbadil.com/2012/08/12/59195
http://www.almasryalyoum.com/news/details/152818
http://www.almasryalyoum.com/News/details/234057
http://www.moee.gov.eg/test_new/report.aspx


ايام قلائل و اقوم - بإذن الله - بتحديث التدوينة لإضافة الكثير عن الطاقات المتجددة
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق