الجمعة، 1 أغسطس 2014

داء برهامى .. و متلازمة داعش !!

داء برهامي و متلازمة داعش !!


فى البدء لم اكتب هذه الكلمات البسيطة الموجزة الا لتوضيح حقيقة هامة لجميع مخلوقات المجرة .. ليست مصر التى يمكن فيها التفريق بين المصريين من الناحية الدينية .. لم تحدث على مر التاريخ و لن تحدث بإذن الله للابد .. حاولوا كثيرا إحداث هذا الامر .. و فشلوا جميعا فشلا ذريعا


 الشعب المصري أدرك في الفترة الماضية أن هناك عناصر داخلية وخارجية تعمل علي إشعال الفتن الطائفية بين المصريين . حاول الاخوان استخدام هذا السلاح من خلال الاعتداء علي الكنائس وقتل وخطف اخوتنا المسيحيين عندما إستخدموه عقب فض إعتصامي رابعة والنهضة .. و مع ذلك لم يستغيثوا بالخارج لوطنيتهم و حبهم الشديد لمصر.



كما لم يسلم من افعال الاخوان الارهابيين مسلمى مصر و مساجدهم حينما احرقوا مسجد رابعه وقت الفض .. و حاولوا تخريب مسجد الفتح برمسيس و قتلوا من المسلمين الكثير من ضباط و جنود و مواطنين كانوا فقط يمكن ان يتصادف وجودهم بشرفات منازلهم ... الى اخره



ما نجده على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى من فئة فى الغالب ضلت الطريق او فى الغالب هم هكذا منذ البداية "ضعيفى الايمان .. و الاعتقاد" .. يحاولون احداث الفرقة بين المصريين من الناحية الدينية عن طريق مهاجمتهم للامور الثابتة بالعقائد و القيم و الثوابت الدينية .. و كذا مهاجمتهم الدؤوبة اليومية لأمور الشريعة ..... ولا اعلم ما وجه استفادتهم !


الشرائع السماوية هي رسالة الله للإنسان والتى تقوم على أساس أن الله - عز و جل - لم يخلق الإنسان عبثا ولم يتركه سدى وإنما لغاية محددة معلومة..  وبالتالي أرسل له الرسل والأنبياء وأنزل عليهم الكتب والشرائع التي توضح لهم ما هو مطلوب منهم ليحققوا غايته
وتجمع هذه الشرائع السماوية على غاية أساسية مركزها تحقيق السعادة للإنسان في الدنيا، ولتحقيق خلافته في الدنيا وبالتالي تحقيق خلافته في الأرض:" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " فجاءت أحكامها لتأمين مصالحه وهي جلب المنافع له ودفع الضرر عنه فترشده إلى الخير وتهديه إلى سواء السبيل وتدله على البر وتأخذ بيده إلى الهدى القويم وتكشف له المصالح الحقيقية ووضعت له الأحكام الشرعية لتكون سبيلا ودليلا له في تلك الرحلة
فالشرائع ترمي لتحقيق مصالح الناس في الدنيا والآخرة أو في العاجل والأجل، قال تعالى: "وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا"، أى إن الله سبحانه و تعالى لم يشرع حكما من أحكامه إلا لمصلحة آجلة أو عاجلة تفضلا على عباده...، وليس من أثار اللطف والرحمة واليسر والحكمة أن يكلف عباده المشاق بغير فائدة عاجلة ولا أجلة لكنه دعاهم إلى كل ما يقربهم إليه . فمصالح الناس في الدنيا هي كل ما فيه نفعهم وفائدتهم وصلاحهم وسعادتهم وراحتهم وكل ما يساعدهم على تجنب الأذى والضرر, ودفع الفساد إن عاجلا أو آجلا.

لقد جاء كل دين من عند الله ليكون نظام حياة نافذ في الواقع، وليتبعه الناس في نشاطهم الحيوي، لا ليبقى مجرد شعور عاطفي متمركز في الضمير، ولا حتى مجرد شعائر تعبدية أسيرة لدور العبادة



هكذا هي التوراة، يقول تعالى: " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استُحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء "


وهكذا هو الإنجيل، يقول تعالى: "وقفّينا على ءاثارهم بعيسى ابن مريم مصدّقا لما بين يديه من التوراة وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور و مصدّقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين "

حثنا الدين الاسلامى على المحبة و السماحة والاخلاق العظيمة ( كسائر الديانات المنزلة من عند رب العباد )
كما نجد أنه في القرآن الكريم والسنة النبوية ما ينظم شكل المعاملة بين المسلمين والأقباط، بما يضمن لكلا الجانبين العدالة والحرية، فالإسلام يأمرنا بحسن معاملة أهل الكتاب، فالله تعالى ينهانا في كتابه العزيز عن مجادلتهم إلا بالحُسنى فيقول: "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ، وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (سورة العنكبوت 46). إذاً فالعلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب علاقة قائمة على التسامح وحسن المعاملة والعدل وتبادل المنافع فقد وصفهم القرآن بالإيمان وعبادة الله، وعمل الخير. حيث يقول في ذلك: "مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" (سورة آل عمران 113).

ويقول أيضاً: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (سورة البقرة 121).
ولم يقتصر القرآن على الأمر بحُسن مجادلة أهل الكتاب، بل أكد القرآن  على ان ما انزل من عند الله بالتوراة و الانجيل هو ما بالقرآن ف كلهم من عند رب العالمين ، فقال: "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 94). وقال أيضاً: "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة الأنبياء 7).

ووصف القرآن النصارى بأنهم ذو رأفة ورحمة، وقال في ذلك: "وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ، وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً" (سورة الحديد 27). وأعتبرهم القرآن أقرب الناس مودة إلى المسلمين، وسجل ذك في قرآنه الكريم حيث يقول: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة المائدة 82).
كما حذر رسولنا الكريم محمد –صلى اللهُ عليهِ وسلم- من إيذائهم، فيقول : "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً"، ويقول: "من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" حجيجه اى خصيمه .

كذلك الديانة المسيحية بها العديد من الآيات في الكتاب المقدس التي تدعوا إلى المحبة حيث يدعو الكتاب المقدس في آياته "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم.باركوا لاعنيكم.أحسنوا إلى مبغضيكم.وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم." (متى 5: 44) فإذا كان الدين المسيحي يطالب أبنائه بمحبة أعدائه فما بالكم عن علاقاتهم بإخوانهم في الوطن

بل إن الدين المسيحي يدعو إلى ما هو أكثر من ذلك في الكتاب المقدس حيث يقول في إحدى آياته "من ضربك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ً" (متى39:5) وأيضاً في إنجيل لوقا "من ضربك على خدك، فاعرض له الآخر" (لوقا 29:6) مما يعني الوصول لأقصى درجات التسامح وهذا مع من يعاديك بالاساس فما بالكم بمن هو اخ لك بالوطن.

وقد قرن الدين المسيحي مسامحة البشر لبعضهم البعض بمسامحة الله عز وجل للبشر كما بالكتاب المقدس "فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم.وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم،لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. " (متى 15-6:14)  وأيضاً "وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا في المسيح" (أف 32:4)
وفي الصلاة الربانية التي يتلوها إخواننا المسيحيين يقولون "وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمسيئين إلينا" وفي هذه الصلاة يريد الله سبحانه وتعالى أن يعلم المسيحيين أثناء صلاتهم أنهم إذا لم يغفروا ذنوب المسيئين إليهم لن يغفر الله لهم ذنوبهم

أما ما هو شائع بهذه الفترة هو الاستشهاد بكلام برهامى او الحوينى او افعال داعش كمنفذ لهم لمهاجمة الدين !!!      يمكنكم الاتيان بطفل لم يبلغ الفطام بعض ليخبركم انكم تضجكون على انفسكم لتيقنكم ان هذا ليس هو الدين الحق و انكم تعلمون جميعا تعاليم الاديان السماوية السمحة ... بلا اى جدال او اختلاف من احد على هذا
فمن يتخذون هؤلاء ذريعة لمهاجمة الدين ما هم الا جهلاء يكشفون حماقتهم و جهلهم و انهم دعاة فتن طائفية بين افراد المجتمع المتماسك .. و يجدون دائما من يقول لهم كفوا عن ما تقولون و من ثم يبدأون النواح و الصياح يمنة و يسرة ليقولوا نهاجم برهامى والحوينى و داعش فيهاجمونا ( يذكروننى بهؤلاء المخربين البلطجية الذين كانوا يكتبون تلك الجملة الشهيرة الحقونا بيهجموا علينا ) !!
لأن مهاجمتهم للدين تكون واضحة للعيان على مرأى و مسمع للجميع و يضربون فى ثوابت الدين نفسه لا افعال داعش او خلافه .. هؤلاء يعرفهم الناس جيدا و لن يتركوهم يبثون سمومهم فى الجسد المصري الصحيح البنية بتماسكه الدينى بين افراد شعبه .

افعال داعش و افتاءات برهامي و غيرهم لا تمت لصحيح الدين ( أى دين ) بأى صلة لا من قريب او بعيد ..
تابعوا ما كتب المستشرقون عن انتشار الاسلام فى الرابط التالي .. لا بقطع رؤوس ولا بتفجير و نسف مساجد ولا بتهجير مسيحيين ..

افعال داعش هى ضد الانسانية برمتها بمسلميها و مسيحييها .
ملحق مساء (التابع لمجلة الأسرة التي تصدر عن مؤسسة الوقف الإسلامي) – العدد 34- صفر 1427هـ

نستخلص مما سبق و غيره الكثير مما يمكن تجميعه بمجلدات ضخمة .. بلد عظيم مثل بلدنا والذي يعد من أكثر بلاد العالم تديناًو مهدا للديانات التى انزلها الله - عز و جل - أن يكون في أحسن حال ويعيش أبنائه في سلام وطمأنينة و إخاء و محبة ولكن هذا لم ولن يحدث إلا إذا إلتزم كل فرد في المجتمع بتعاليم دينه الحقة .. ليست من كلمات رجال دين طائفيين متعصبين فى كلا الجانبين المتوحدين بالاساس رغما عن هؤلاء المتطرفين فكريا .. فلا يكفي أن تتجاور الجوامع مع الكنائس، وتسمع صيحات الأذان ودقات النواقيس معاً ؛ ولا يكفي الأحضان والقبلات بين المشايخ والقساوسة في الأعياد، ولكن لابد وأن يعكس الواقع بين أبناء الوطن في الشارع المصري تعاليم الأديان الصحيحة وينبغي أن يكون التسامح والمحبه هما اللغتان السائدتان بين أبناء الشعب المصري كما هو حال هذا البلد منذ القدم حيث نجد اسر مسيحية تقوم بالافطار مع اسر جيرانهم المسلمين فى اول يوم رمضان .. يصنعون الكعك سويا بآخر هذا الشهر بالمناطق الشعبية .. يتشاركون الهموم و المشاكل و الفرح ..


صورة كانت قد وصلتنى من صديق .. تحمل اسمى المعاني 



فى الجيش لا تفرقة بين الجنود بالديانات .. ولا بأى شئ كان .. كما مر المصريين بضائقة 67 و حاربوا و انتصروا فى 73 ذلك النصر العظيم .. لم يكن الجندى الصهيونى يفرق بين المسلم او المسيحي كهدف له .. لأنهم كانوا و مازالوا و سيكونوا هكذا للابد .. كيان واحد