الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الارهاب .. و الاديان

الارهاب .. و الاديان
-----------------------------------

إذا ذكرتَ كلمة الإرهاب جاء في ذهن كل أحد من الناس صورة رجل عظيم اللحية قصير الثوب مقطب الجبين وهو بلا شك - فى الذهن ايضا - عربي ومسلم !!قام بعض اعداء انفسهم بالقيام بربط الإرهاب بشكل عام بهذا الدين وأهله ولا اعلم هل من يرددون وراءهم على درجة من الجهل كافية للترديد بلا وعي هكذا ام هم مغرضون من الاساس . وأنا هنا لا ولن أضع الإسلام في قفص الاتهام ثم أحاول بكل ضعف وخجل الدفاع عن دين الله كما يفعل البعض سواء لجهلهم او يكون اشتراكهم في هذا الامر .في نود أن نتعرف على معنى الإرهاب ، مع ما نلحظه فيما يتعلق بمصطلح (الإرهاب) مــن إجماع دولي على محاربته (حتى و لو صورياً من بعض الدول الكبري على الرغم من دعمها الكامل له مادياً و معنوياً ) وتخطيط محكم لاقتلاع جذوره من المجتمعات ..
ايضا تعددت تعريفات مشرعي الغرب للارهاب حيث انه بقانون منع الإرهاب الصادر في المملكة المتحدة عرف المشرع الإرهاب بأنه استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية، بما في ذلك الاستخدام للعنف بغرض إشاعة الخوف بين أفراد الشعب أو قطاع منهم. كما يعد ما أقرته محكمة جنايات جنوة بإيطاليا في حكمها الصادر يوم 8 أكتوبر 1982، أبرز التعريفات القضائية حيث عرفت الإرهاب بأنه طريقة للتناحر السياسي تنفذ من خلال اللجوء المتكرر والمنتظم إلى وسائل تتسم بعنف من نوع خاص أي عنف مفرط لا يعرف الرحمة وغير مميز بِحيث يختار ضحاياه دون تمييز لا لشئ الا لاختلافهم السياسي معه ولا يقيم أي اعتبار للمصالح التي يحميها النظام القانوني، للدرجة التي ينشر معها الرعب ويشيعه في المجتمع.
يتضح لنا مما سبق ان الاسلام و جميع الاديان السماوية .. قال تعالى بسورة يوسف [إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ] و فى اية تالية لها قال تعالى بكتابه العزيز [قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ] .. الايات واضحة جلية للعيان حيث ان الايات لم تحمل امرا بأن يدعو عليهم او يعنفهم أو يزجرهم  او يهجرهم ، ولكن عاملهم بخلق العفو والصفح والمسامحة .. و قال ايضا بكتابه الحكيم [وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]
و قال ايضا بكتابه العزيز 

و قال ايضا بكتابه العزيز [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] سورة النحل الآية 125  ... و ايضا قال تعالى [وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ]


تعددت تعريفات الارهاب حيث تشير كلمة Terrorism فى موسوعة لاروس الى اعمال العنف التى ترتكبها مجموعات ثورية ، و ان الارهابي Terrorist هو الفرد الذي يمارس اعمال العنف . كما قام فقهاء الغرب بتعريف الارهاب بعدة تعريفات حيث عرف الفقيه "جونز برج" Gunzburg الإرهاب بالاستعمال العمدي للوسائل القادرة على إحداث خطر عام تتعرض له الحياة أو السلامة الجسدية أو الصحية أو الأموال العامة. بينما يرى "رادوليسكو" Radulesco أن الإرهاب هو الاستعمال لوسائل قادرة على إحداث خطر عام. كما عَرف الفقيه "جورج ليفاسير" Levasseure Gourg الإرهاب بأنه الاستعمال العمدي والمنظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة، كما ذهب الفقيه الإيطالي "بالاتسو" Palatzzo إلى أن العنصر الأساسي في تعريف الجريمة الإرهابية إنما يكمن في قصد إشاعة الرعب في المجتمع.
يكاد مفهوم الإرهاب في الفقه الإسلامي يكون هو نفسه في القانون الوضعي، إذ إن من المنظور الإسلامي تكون الأعمال الإرهابية هي تلك التي تنطوي على إشاعة الرعب والخوف وأخذ الأموال والقتل، وقد تناول الفقهاء هذه الأعمال تحت مصطلح "الحرابة" أو "قطع الطريق"، وهو في رأي البعض: "سرقة الاموال، أو القتل، أو إدخال الرعب في قلوب المسالمين اعتماداً على القوة". وذهب رأي آخر إلى أن جريمة الحرابة (الأعمال الإرهابية) هي: خروج طائفة مسلحة أياً كان سلاحها من أجل إحداث الفوضى وسفك الدماء وسلب الأموال، وهتك الأعراض، وإهلاك الزروع والحيوانات، متحدية بذلك الدين والأخلاق والقانون، ولا فرق في هذا الشأن بين أن تقع الأعمال الإرهابية ضد مسلمين أو غير مسلمين، وسواء كان غير المسلمين من مواطني الدول الإسلامية أو من مواطني الدول الأجنبية التي بينها وبين الدول الإسلامية علاقات سلمية، أو كان المعتدى عليهم من مواطني دولة أجنبية معادية للدولة الإسلامية، ما داموا غير مشاركين في الأعمال العدائية، كالأطفال والنساء وكبار السن ورجال الدين والمدنيين ممن لم يشتركوا فى الأعمال العدائية ضد المسلمين، أو كانوا من أفراد القوات المسلحة للعدو ولكنهم تركوا القتال ضد المسلمين باختيارهم بأن ألقوا السلاح طواعية أو رغماً عنهم نتيجة الأسر أو الجرح أو المرض، وما شابه ذلك، وذلك لقوله تعالى: ]وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ[ (البقرة: الآية190).
    من التعريفات السابقة يمكن تحديد بعض العناصر التي تميز العمل الإرهابي كالآتي:
1. عمل يتسم بالعنف الشديد يشمل في حده الأدنى أعمال الإيذاء البدني أو النفسي، أما لو كان الإيذاء يسيراً فهو لا يتفق مع طبيعة الإرهاب بوصفه ظاهرة تتسم بقدر من الجسامة والخطورة الشديدة، ولذلك فإن العمل الإرهابي عمل يتسم بدرجة كبيرة من العنف، سواء كان عنفاً مادياً أو عنفاً نفسياً. ويُقصد بالعنف المادي الشديد هو العنف الذي ينطوي على المساس بالحياة وسلامة الجسد الإنساني، والذي يتمثل في القتل والإصابات الشديدة، أو قد يكون في صورة تعذيب جسدي. أما العنف النفسي الشديد فهو الذي يؤدي إلى تدمير شخصية الضحية، وإلحاق المعاناة والألم النفسي الخطير، وإفقاده إحساسه بذاته، ويتحقق ذلك غالباً بإشاعة الشعور بالقلق والرعب.
2. عمل يقصد به إشاعة الرعب لدى الشعب أو فئة معينة منه، ورغم أنه توجد بعض الروابط التي تربط بين العنف وإشاعة الرعب أو الخوف في المجتمع، وروابط أخرى تربط بين العنف وتحقيق أهداف سياسية، إلا أنه بصفة عامة نجد أن الفرد الذي يقع فريسة للرعب في أعقاب تهديد أو عمل عنف يكون عاجزاً عن التصرف بطريقة عادية بسبب عدم قدرته على تنسيق تصرفاته، كذلك فإن المجتمع الذي يكون معرضاً للإرهاب يواجه حالة من التفكك والانهيار، ويفقد قدرته على رد الفعل، ومن ثم يكون الإرهاب بوصفه ظاهرة أيديولوجية اجتماعية سياسية، تختلف اختلافاً جوهرياً عن مجرد استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية.
3. وجود باعث أيديولوجي وهو ما يميز بين الجريمة الإرهابية وغيرها من الجرائم الأخرى، التي قد تتشابه معها، حيث تتسم الجرائم الإرهابية بوجود هذا الباعث الذي يحرك الإرهابي، وكذلك وجود الهدف السياسي الذي ارتكبت العملية الإرهابية من أجله، ويمكن أن يتضاءل الهدف السياسي، إلا أنه لابد من وجود الباعث الأيديولوجي، الذي يحرك السلوك والدافع للقيام بأعمال إرهابية لا تدخل في نطاق أي إستراتيجية سياسية، غير أنها لا تخلو من وجود تبرير أيديولوجي.
4. شيوع المخاطر الناتجة عن العمليات الإرهابية، وخاصة أن أهم ما تتسم به العمليات الإرهابية هو عدم وجود علاقات أو مصالح بين الضحية والإرهابي، فالضحايا لا يتم تحديدهم لعلاقاتهم الشخصية بالإرهابي، ولكن لعلاقاتهم القائمة بالنظام السياسي القائم، أو حتى لمجرد كونهم من أفراد المجتمع، ومن ثم يظهر جسامة وشيوع الخطر الناتج أو الضرر الناشئ من العمليات الإرهابية، حيث يؤدي ذلك إلى انعدام الأمن الجماعي وفقده، ويخلق مناخاً وشعوراً بالرعب والخوف لدى المواطنين.
 وردت لفظة فعل رهب فى عدة آيات بالقرآن الكريم مثل قوله تعالى ]وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُون[ (الأعراف: الآية 154)، وكذلك قوله تعالى ]تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم[ (الأنفال: الآية 60). ومما سبق يتضح أن المعنى الرئيسي لكلمة أرهب هو خَوَف وأفزع، ومن ثم فالمصدر منها هو إرهاب بمعنى التخوف ، والإرهاب يعني الرعب والذعر المسبب . وبذلك يكون الإرهاب لفظ قرآني له معنى مزدوج، الخوف من الله في قوله ]يَرْهَبُون[ (الأعراف: الآية 154) وهو معنى إيجابي لأن الخوف من الله المعبود يؤدي إلى التقوى والالتزام بتعاليمه الموجودة في الكتب السماوية جميعها من عباده ، والخوف من الإنسان في قوله تعالى ]تُرْهِبُونَ بِهِ[ (الأنفال: الآية 60). بمعنى إرهاب الإنسان للإنسان وهذا ليس للجميع ونظراً لأن العلاقات بين البشر قد تأخذ شكل صراع قوى قد تزهق به الارواح هباءاً في صراع يرهب فيه القوي الضعيف ويُرهب الظالم المظلوم، وبذلك يتطلب من الضعيف والمظلوم الاستعداد وتقوية النفس لمطالبة اولى الامر بالعمل لإرهاب القوي الظالم، فالإرهاب الأول عدوان فعلي على الضعفاء والثاني الذى بحقيقة الامر لا يندرج تحت قوائم الارهاب هو قوة ردع تمنع تحقيق الإرهاب الفعلي، فالإرهاب هو الذي يقتل ويدمر، و بلا شك يتحتم على اولى  الامر ردع القائمين على اعمال العنف و القتل والتدمير أيضاً. 
وقد شهد كثير من المسيحيين واليهود بتسامح الإسلام و هاكم مثال بسيط .. حيث قال السيد توماس أرنولد في كتابه الدعوة إلى الإسلام" : " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستطرد قائلا وهذا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة وحرية، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين مجتمعات مسلمة لشاهد عل هذا التسامح
نعم هذا هو دين الاسلام .. يحض على التسامح و المغفرة شأنه شأن سائر الاديان التى نزلت من عند رب العباد ..